الأربعاء، فبراير 24، 2016
2/24/2016

قصبة الأوداية تراث إنساني عالمي






















Rabat City 24

تتمتع المملكة المغربية بالعديد من الشواهد التراثية والتاريخية الضاربة في القدم، وهي بمثابة شواهد لتاريخ حاضر 
بقوة في زمننا الحاضر، وتشكل ايضاً دلالات واضحة على ان المملكة ذات امتداد تاريخي عاصرت خلال عقود من الزمن العديد من الحضارات والتشكلات الاجتماعية وأسلوب الحياة، تعد بمثابة بصمة واضحة على امكانيات البشر في التأقلم مع الظروف والتغلب عليها بحس فني حاضر في تفاصيل الابداع المعماري الرائع ذو البعد الجمالي الذي يعكس لغة الفنون في من استوطن تلك البقعة الجغرافية المليئة بالفنون والثقافات المتعددة.
وتعتبر قصبة الوداية المشرفة من بين الحصون العسكرية الأولى التي شُيّدت في مدينة الرباط، حيث بناها مؤسسو المدينة في زمن الدولة الموحدية خلال القرن الحادي عشر، بعدما أمر الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي في العام 1150 بإنشاء قلعة تدفع غزو الإسبان والقراصنة في البحر عن ثغور المغرب الساحلية.

لكن الشهرة التي تميزت بها القلعة فضلا عن دورها الدفاعي فقدت بريقها بعدما توفي مؤسسها. ولم تعد القلعة تتصدر واجهة الأحداث التاريخية إلا بعدما أتى إليها سكان الأندلس، في أوائل القرن السابع عشر. 

وشيّد المورسكيون في القصبة أندلسهم المفقود، إذ حرصوا على أن تشبه الأزقة والمساجد والنقوش على الأسوار، تلك التي رحلوا عنها في مدنهم وقراهم. وفي مدينة الرباط، عمد المورسكيون إلى زخرفة أبواب مداخل القصبة بنقوش أندلسية أصيلة، فيما حافظت المنازل على بنائها القديم الذي كان سائدًا في المدن الأندلسية، خصوصا الجنوبية منها المشرفة على البحر. وطغى اللونان الأبيض والأزرق على فضاء القصبة، حيث استنسخا منها أيقونات معمارية تشبه مثيلاتها في غرناطة وأشبيلية.

وفي القصبة، كانت النساء يمضين وقتهن بحياكة المناديل الأندلسية المخططة بالأبيض والأحمر، التي اشتهرت بها المدينة. وقد ورثت النساء هذه المناديل عن أجدادهن، وحملن فيها أمتعتهن في رحلة الهجرة القسرية من الأندلس إلى الضفة الجنوبية من البحر المتوسط.

وتزخر العاصمة المغربية الرباط بالعديد من المباني التاريخية، فرغم التشابه الكبير بين المدن المغربية من حيث الطراز المعماري بالأسوار المطوقة والأبواب الخشبية السميكة والمساجد والقصور الشامخة، فإن لكل منها سحرها الخاص وجماليتها المعمارية الفريدة. فمن المباني التاريخية المميزة لمدينة الرباط قصبة الاوداية، وتميزها لا ينحصر فقط في قيمتها التاريخية، بل يلعب موقعها الفريد دورا هاما في هذا التميز، فهي تتوسط المدينة البيضاء (اللون المميز للرباط)، وتطل على البحر وعلى نهر ابي رقراق، اما تاريخها فيمتد على مدى ثمانية قرون، بناها السلطان عبد المومن الموحدي عام 1165، ومنذ ذلك التاريخ، وهي المكان المفضل لاقامة الملوك والسلاطين.

وتتميز جدران القصبة بالقوة والصلابة، حيث تم بناؤها بالحجر السميك، وهي مطلية بالطين، أما الأبواب فهي كبيرة الحجم تعلو اطارها زخارف ونقوش غاية في الجمال والروعة. الأبراج الملتحمة بجدران القصبة تتخللها نوافذ صغيرة الحجم، بها مدافع حربية، مما يدل على الدور الدفاعي الذي لعبته قصبة الاوداية على مدى أحقاب زمنية.

قصبة الاوداية جذابة جدا لدرجة أن الأجانب ينتقلون لشراء مساكن هناك وتكمن جمالية القصبة في كونها تختلف عن نمط مدينة الرباط فهي تقع على بعد شارع من المدينة العتيقة وتشبه كثيرا أي مدينة ساحلية أغلب المساكن في قصبة الاوداية مصبوغة بأبيض ناصع وأزرق جذاب تشبه كثيرا الألوان التي نجدها في شفشاون والصويرة. السكان المحليون والسياح يحبون التجول بجانب سورها الخارجي الذي يطل على المحيط الأطلسي المحيط لواد أبي رقراق وضاحية الرباط سلا.
توجد داخل القصبة حديقة ساحرة، او ما يفضل المغاربة تسميتها بـ” الرياض “، مزروعاتها متنوعة من نخيل وحمضيات واشجار زهرية، إضافة إلى صهاريج وبرك مائية تشبة إلى حد كبير الحدائق الأندلسية، وزائر هذه الحديقة تغلب عليه مشاعر الشوق والحنين إلى ماض مجيد، وهو يتجول بين بساتينها تارة وينزل ويصعد درجاتها تارة أخرى، وتمر بذاكرته صور وملاحم من عاشوا بالاوداية وضحوا بالكثير من أجل ابقائها شامخة، كما تختلط مشاعر الأمن والأمان بالاحساس القوي بالذعر ربما من خطر مجهول آت، هذا الشعور المتذبذب تخلفه مشاهدة الجدران العالية .


وتغلب على المتجول بين بساتينها مشاعر الشوق والحنين إلى الماضي المجيد وأمجاد غرناطة وطليطلة وقصر الحمراء في الأندلس. ويقع متحف المنتجات التقليدية بمحاذاة الحديقة، حيث يعرض إبداعات الحرفيين المغاربة من بينها المجوهرات والآلات الموسيقية. ويجد الزائر نفسه مندلفا من باب جانبي إلى المقهى المشهور في القصبة، المطل على نهر أبي رقراق والذي يعج بسياح من مختلف بلدان العالم. ويحرص هؤلاء على الاستمتاع بالشاي المغربي بطعم النعناع وحلويات يقدمها نادل بزي تقليدي خاص، وسط سحر وطقوس خاصة تمتزج فيها هيبة المكان التاريخية بروعة مشهد البحر والنهر معا.

ويتوسط القصبة مسجد كبير، كما توجد داخلها حديقة ساحرة من الطراز الأندلسي الخلاب، يسميها المغاربة بـ”الرياض”، وتتميز بمزروعات متنوعة من نخيل وحمضيات وأشجار زهرية، كما تحتوي على صهاريج وبرك مائية، تحرك في المتجول بين بساتينها حنين الماضي إلى أمجاد غرناطة وطليطلة وقصر الحمراء بالأندلس.



وبجاور الحديقة، يوجد متحف للمنتوجات التقليدية يستعرض إبداعات الصناع المغاربة من زرابي ومجوهرات وآلات موسيقية، قبل أن يجد الزائر نفسه مندلفا من باب جانبي إلى المقهى الشهير بالقصبة، المطل على نهر أبي رقراق والذي يعج بسياح من مختلف بلدان العالم يحرصون فيه على الاستمتاع بالشاي المغربي بطعم النعناع وحلويات يقدمها نادل بزي تقليدي خاص وسط سحر وطقوس خاصة تمتزج فيها هيبة المكان التاريخية بروعة منظر البحر والنهر معا.
وتترامى أمام أعين زوار المقهى، قوارب صغيرة بالنهر ظلت منذ زمن أشهر وسيلة لتنقل السكان بين مدينتي الرباط وسلا المتجاورتين لم تستطع أن تؤثر فيها وسائل النقل الحديثة، إضافة إلى صورة بانورامية طبيعية عن معالم أثرية من المدينة، كصومعة حسان التاريخية، وضريح الملك الراحل محمد الخامس ومآثر موقع شالة التاريخي.


نترككم مع صور قصبة الأوداية









1 التعليقات: